عندما تتكلم مشاعرنا ...
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وفضله عن بقية الكائنات ووهبه ميزة العقل التي إنفرد بها دون
غيره من مخلوقاته .
والإنسان بطبعه يتغير و يتطور فكريا و اخلاقيا وسلوكيا ، فيولد على الفطرة بمواهب متعددة
وسلوكات تتماشى وطبيعة نموه والبيئة التي يعيش فيها .
وكغيره من كل المخلوقات يعيش الإنسان تناقضات عديدة تجعل منه يحب هذا
ويكره ذاك بل وفيه من
مكونات شخصيته ، الخير والشر والقوة والضعف والشجاعة والجبن وإلا ما قال فيه
المولى عز وجل (إن الإنسان خلق هلوعا ، إذا مسه الشر جزوعا وإذامسه الخير منوعا )
ويخبرنا الحق تبارك هنا الفرق بين الإنسان و ما يتميز به من طبيعة بشرية وبين الإنسان المؤمن
الذي حسن الايمان طبيعته وجعلها لا تقف عائقا امام نزواته وشهواته ولا عاجزا عن التفكير بطريقة مثلى وصحيحة
في إتخاذ قراراته او التعبير عن مكنونات دواخله كما يجب أن يكون .
فالنفس الإنسانية لولا أن هذبها الإسلام و اعطاها القدرة والشجاعة على التعبير و السلوك السليم
لكانت عندئذ وفي حالة العجز نفس ميؤس منها ومغلوبة على أمرها .
ما أردت قوله بهذه المقدمة وهو رأي شخصي وتحليل يستند الى تجارب شخصية بل عصارة ما أكده خبراء
وعلماء النفس في دراسة وتحليل أغوار دواخلنا ومكنونات أنفسنا ، هو أن الذين يؤمنون باليوم
الآخر والقضاء والقدر يستعدون لفعل ذلك بالاعمال الصالحة والسلوك الصائب فلا هم يخافون المستقبل
وما يحمله من مفاجئات ولا هم مترددين في اتخاذ قراراتهم أو البدء فيما عزموا عليه دون تردد أو خوف .
فالتعبير عن المشاعر مثلا يعتبر من أكبر المشاكل التي يواجهها الإنسان في حياته ويجد من الصعوبةالتخلص
ن هذا المشكل حتى أنه يتسائل كيف له لا يستطيع البوح بمشاعره أو التعبير عما يجول بخاطره؟
هناك من يقول أن منشأ هذا العجز يعود للطفولة وتلك المراحل الأولى في تكوين شخصية الطفل و هناك
من يجزم أن للبيئة دور في ذلك والحقيقة أن كلا السببين دورهما في تحديد تلك الشخصية المبهمة
والغامضة ، فالطفل عندما يتربى محروما من التعبير عن مشاعره ايا كانت أكيد أن النتيجة تكون عكسية
وسلبية الى حد تجعل من الطفل انطوائي ومعزول عن بقية المجتمع في التفكير والسلوك العام كما ان
البيئة المحيطة تكون قد ساهمت في تكوين شخصيته نتيجة انزواء وعزلة ممن كانوا يحيطون به
الأجمل والأروع أن يكون الإنسان ذو شخصية متفتحة على العالم وما يدور حوله ولا يستثني نفسه من
الدور الذي أسند اليه فهناك عدة طرق وكثيرة هي السبل التي تجعل منه فردا مؤثرا بل وفعالا في
مشاركة الآخرين مشاعرهم وطموحاتهم وآمالهم فما أجمل أن تكون فردا يعرف كيف يستمر في حياته دون
عقدة او عدم إدراك لسلبيته التي أوقعته في دائرة الانغلاق والانطواء ، فإذا كان لك في الرسم موهبة
فلا تبخل على قريحتك بالابداع فكما تنظر انت للخربشات التي رسمتها على انها بسيطة وغير مهمة
فهناك من يقرأ تعابير تلك الرسوم ويقدر أحاسيها وإن كنت للكتابة صاحب لمسة فنية فاعلم أن
هناك من ينتظر ما تجودبه قريحتك وخيالك الفكري فقديما قيل يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر وهي ذي سنة الله في خلقه .
من كتاباتي ... كمال