يحكى أن حاكما طاغية مشهورعنه أنه لا يحكم بالعدل ولا يهتم بشؤون بلاده ، وفي ليلة من الليالي رأى قمرين في حلمه يتصادمان معا
وكان هذا الحلم يراوده كل ليلة وتكرر على فترات متتالية حتى أصبح ينغص نومه
قلق هذا الحاكم كثيرا و أصبح شغوفا لمعرفة تفسيرا مقنعا لهذا الحلم ، فاستدعى جميع مفسري الأحلام المشهورين بمملكته وخارجها وأجزل العطايا والهديا لهم حتى يعطوه تفسرا يريح مقلة عينيه ويهدأ له بال وينام مرتاحا كعادته
قص الحاكم رؤياه على المفسرين وطالبهم بتفسيرا لذلك ، فأجمعوا كلهم على أن التفسير الوحيد لهذا الحلم هو أن الملك سوف يموت بعد ثلاثين يوما
ثارت ثائرة الملك وقام بالتهديد والوعيد للمفسرين الذين أخافوه بتفسيرهم للرؤيا فقام بحجزهم وسجنهم وقال لهم أنه سوف يقتلهم بعد إنتهاء المدة لأنه واثق بأنه سوف يبقى على قيد الحياة
وهكذا بقي الملك مدة ثلاثين يوما في هم وغم ونكد وكان تفكيره إلا في المدة التي حددها المفسرون ومتى تنتهي فأصبح لايأكل ولا يشرب وعاش مرعوبا وكلما مر يوم كلما زادت وساويسه إلى أن مات فعلا بعد تلك المدة المحددة
بعدها تم تنصيب ملكا جديدا وكان يعلم بحكاية سابقه الذي خلفه في الحكم فأصدر قرارا ملكيا بتعيين جميع مفسري الأحلام مستشارين مقربين له ظنا منه أنهم يعلمون الغيب .
لكن كعادة كل الحكام والملوك الطغاة ، دائما هناك حكيما لا يسمع صوته في أغلب الأحيان وكان من بين هؤلاء الطبيب الخاص للملك الذي تقرب منه وقال له جلالة الملك المفسرون لا يعلمون الغيب ولم يقولوا شيئا صحيحا
لأن الكشف الطبي أثبت أن سبب الوفاة هو الإكتئاب وعدم الأكل والشرب لمدة طويلة نسبيا فالملك مات بسبب تفسير الحلم وخوفه منه وتصديقه له .
العبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه القصة هي أن الأفكار السلبية التي نؤمن بها تؤثر سلبا على حياتنا وقد تقتلنا ، لذلك لا يجب أن نسمع لكل من حولنا وما يقولونه فليس بالظرورة أن كل ما يقال صحيح
بل يجب أن نتأكد أن البعض يحاول أن يزرع فينا أفكارا و آراءا سلبية قد تقلب حياتنا رأسا على عقب وإنما علينا بالإستشارة والإستماع الى الآراء الإيجابية من أصحاب العقول النيرة والسليمة والمخلصة لمبادئها في قول الحقائق كما هي
إضافة إلى التوكل على الله والإجتهاد والمضي قدما في طريقنا بكل ثقة لتحقيق غاياتنا ونجاحاتنا .
الرئيسية 
