أن ناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَاساً مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا فَأَكْثَرُوا، ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّداً، فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو لَحَسَنٌ، وَلَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً فَنَزَلَ: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴾ [الفرقان: 68]، وَنَزَلَ:﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53].
من مشيئة الله سبحانه وتعالى أن جعل رحمته تسع الكل دون إستثناء فقد أعطى عبده جملة من الحلول التي يتغلبب بفضلها على كل العوائق التي قد تعترض مسيرته في الحياة
فالفوائد التي نستشفها من الحديث كثيرة ولا حصر لها بل أنها تعد مفتاح الفرج لكل من ضاقت به الدنيا واليك فوائده :
لفائدة الأولى: الحديث دليل على فضل الإسلام وعظمته وأنه يهدم ما قبله من الذنوب، وسعة رحمة الله تعالى وأنه يغفر الذنوب جميعا بما في ذلك الشرك إن صدقت التوبة.
الفائدة الثانية: تحريم الشرك وأنه أعظم الذنوب، وتحريم قتل النفس بغير حق وتحريم الزنا ووعيد من يقترف هذه الذنوب.
الفائدة الثالثة: الحديث فيه بيان سبب نزول قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إِلٰها آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ﴾، وقيل في سبب النزول غير ذلك، والصواب أن حديث الباب هو سبب النزول ويؤيده أن السورة مكية عند جمهور العلماء، والشرك كان واسعا ذلك الوقت وهذا موافق لحديث الباب.[انظر المحرر في أسباب نزول القرآن للدكتور خالد المزيني (2 /763)].
الفائدة الرابعة: الحديث فيه بيان سبب نزول قوله تعالى: ﴿ قل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله ﴾ الآية، وقيل في سبب نزولها غير ذلك لكن المعتمد فيها أحاديث ضعيفة ومجهولة كما ذكر ابن عاشور، فالصواب أن حديث الباب هو سبب النزول والله أعلم. [انظر المرجع السابق (2 /846)].
الفائدة الخامسة: في الحديث بيان تحريم القنوط واليأس من رحمة الله.
في الأخير رمضان فرصصة كبيرة لكي تعطي نفسك دفعا قويا لمحو ذنوبك إن شاء الله وعرفت كيف تستثمر في العبادات التي يكون رمضان فيها الوجه المفرح والأمل الكبير لبداية مشوار جديد مع النفس
وتروييضها على حب الخير والنهي عن المنكر والصير على المعاصي فأغتنم فرصتك ولا تتردد في جعل هذه المناسسبة الروحية شهرا للعبادة وفعل الخيرات قد تغير من حياتك نحو الأفضل وهذا أكيد بقليل من الصبر والمثابرة
اللهم بلغنا رمضان واجعله مباركا علينا إن شاء الله وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ورمضان كريم