حث الرسول صلى الله عليه وسلم على مكارم الأخلاق، وكان أفضل الخلق أخلاقًا وأحسنهم آدابًا،
وبيَّن رسول الله أنه ما بُعِثَ إلا ليتمم مكارم الأخلاق، فلقد كانت في الجاهلية أخلاق كريمة فأتى الرسول ليتممها،
وذلك بإصلاح ما فسد منها، والثناء على ما كان فاضلًا، والحث عليه حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق»
(هكذا رواه الإمام أحمد، وورد بلفظ: «مكارم الأخلاق» وصححه الألباني، ورواه الإمام مالك بلفظ: «حُسْنَ الأخلاق.
لقد امتدح الله نبيه على كمال الأخلاق فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:] وذلك يظهر من خلال معاشرته للناس ومخالطته لهم،
ولقد سُئِلَت عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: "كان خلقه القرآن" (رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي)،
فلقد كان -بأبي هو وأمي- قرآنًا يمشي على الأرض، أي أنه عمل بأخلاق القرآن، وتمثل آداب القرآن، وذلك أن القرآن أنزل للتدبر والعمل به،
فكان أولى الناس عملًا به وامتثالًا لأوامره سيد الخلق. ومما ذكر من الأخبار في حث الرسول على الأخلاق،
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»
(رواه الإمام أحمد والترمذي والدارمي. وقال الترمذي: حسن صحيح). وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا،
وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» (رواه أبو داود في سننه، وهو حديث حسن كما ذكر الألباني في صحيح أبي داود .
هكذا هي أخلاق سيد الخلق صل الله عليه وسلم وما أحوجنا اليوم وغدا ودائئما أن نقتدي بسنة و اخلاق حبيبنا صل الله عليه وسلم